التصوير بالكولوديون، العودة الى زمن الحرب الاهلية الامريكية
شاركت مؤخرا ضمن الاحتفالية العالمية الثانية المخصصة لتكريم مخترع أسلوب التصوير بـ “الكولوديون” او ما يعرف بـ “الشريحة الرطبة” الانجليزي فريدريك سكات ارتشر(1813–1857). هذه الاحتفالية التي ترعاها “منظمة التصوير بطريقة الكولوديون” خصصت اليوم الأول من شهر مايو ليكون يوما للتصوير بهذه الطريقة التقليدية تكريما لمخترعها واحتفالا بالمصورين القلة الذين لا يزالون يمارسون هذا النوع من التصوير. ومن ضمن ما تقدمه المنظمة هو طباعة كتاب سنوي يتضمن أعمال المصورين المنتجة في هذا اليوم.
حين اخترع أرتشر التصوير بلكولوديون او الشريحة الرطبة قبل أكثر من مئة وخمسين سنة، كان حينها التصوير في مراحله البدائية وحينها استبدلت هذه الطريقة الطويلة والمعقدة والخطرة بعض الطرق الأقدم منها مثل “داقيرو تايب” وغيرها. ولان الحديث يطول عن الكولوديون كمادة كيميائية او كأسلوب تصوير إلا انه جدير بالذكر من واقع تجرتي الشخصية أن هذا النوع من التصوير، وكما قال كثير من ممارسيه، رحلة في الماضي. رحلة الى العهد الاول للمصورين الرحالة باستوديوهاتهم المتنقلة من اجل التقاط صور شخصية بطريقة الكولوديون، رحلة إلى زمن الحرب الأهلية الأمريكية.
وما جعل لهذا النوع من التصوير شهرة كبيرة هو الصور المنتجة خلال الحرب الأهلية الأمريكية في ستينات القرن التاسع عشر. ليس لأنها وثقت تلك المرحلة ولكن لأنه ظهر خلالها أسلوب اجتماعي ثقافي في فكر التصوير أو ما يمكن وصفه بـ الـ”ترند” نتيجة المرحلة والحاجة، وهذا موضوع أخر سأكتب عنه لاحقا.
وسبب اختياري لهذا “البوز Pose” وهذا المسدس والشماغ له علاقة مباشرة بـ الترند في زمن الحرب الأهلية الأمريكية. والفكرة هي صنع بورترية لعربي تعود لتلك المرحلة. المفارقة في هذه الصورة أنني لم استطع أن ابدي ملامح القسوة او الشجاعة أو الفخر كما كانت تتطلب صور تلك المرحلة. وكما قال احد الأصدقاء الأمريكيين المشاركين معي في التصوير في ذلك اليوم، “هذه أول صورة لرجل مبتسم خلال الحرب الأهلية الأمريكية”
كانت هذه التجربة هي نتاج ورشة عمل مع احد المدرسين في الجامعة وفي معمله الخاص. وهي نشاط خارج الجامعة أقمناه للاحتفال كما قلت بمخترع التصوير ومن اجل التعرف على هذا النوع من التصوير الذي يتطلب الصبر والمعرفة الدقيقة لطرق صناعة صورة واحدة والتي قد تستغرق وقتا يصل إلى ساعات حتى يتم الوصول إلى الطريقة الصحيحة للتعريض والتحميض، والاهم ان التقاط الصورة وتحميضها يجب ان يتم والشريحة لا تزال رطبة!
المدرس والفنان الفوتوغرافي مارك زيميرمان، احد القلائل في ولاية أوكلاهوما ممن يمارسون هذا النوع من التصوير وهو احد خريجي ورشة المصور النيويوركي المشهور عالميا بهذا النوع من التصوير جون كوفر . وكروفر احد أهم من لا يزال يدرب المصورين على هذا النوع من التصوير، ليس فقط كطريقة صناعة الصورة، بل لأن طلابه، خلال ورش العمل، يعيشون تجربة الحياة ما قبل مئة وخمسين سنة حيث يعيش بالإمكانيات التي كانت متوفرة في زمن الحرب الأهلية الأمريكية. تقرير تلفزيوني عن جون كوفر.
مع كل المتعة والجهد البدني والذهني لهكذا نوع من التصوير، تظل خطورة هذا النوع من التصوير أمرا مهما ومحبطا. فالمواد الكيميائية المستعملة قابلة للاشتعال والانفجار بالإضافة إلى سميتها الخطيرة جدا. وهو (التصوير بالكولوديون) مقارنة بالأساليب القديمة، يعتبر من أخطرها.
الصورة الشخصية المعروضة هنا عبارة عن قطعة ألمونيوم مقاس 4×5 انش. وبتعريض يصل تقريبا إلى الثانيتين بكاميرا لارج فورمات 8×10 أنش.
- مصلح جميل اثناء وضع الكولوديون على شريحة الالمونيوم.
جميل جدًا يا مصلح..
أنتَ هنا تؤرخ وتسهم في صناعة ثقافة تصوير تفيد كثيرًا المبتدئين في البلد.
أتابعك بإعجاب يا صديقي.
إبهامان للأعلى.
منّووور يا خالد..
وما نتحرمش من المتابعة
ولك من التحايا الأوكلاهومية ما يليق بأهل شيكاقو..
عمل جدااااا رائع اخي مصلح…. ابداع
سؤال هل كنت لابس قميص او ثوب…. على ما اعتقد قميص صح ؟؟؟؟؟ 🙂 بس كان ناقصك تحط القلادة تبع الكابوية. مره اخرى مبدع.
تحياتي
أهلين ابراهيم.. كنت لابس قميص :).
وبعدين في هذا النوع من التصوير الصور تنطبع معكوسة يعني انا ماسك المسدس باليمين في الاساس.. مش زي التصوير بالنيجاتيف، او بالاصح ما تقدر تطبع الصور بشكل معكوس حتى تتصحح.
شكرا ابراهيم