لا يغيّر عليك يا ويل سميث
شخصيا لست من هواة أفلام السيد ويل سميث. ولكنني اقدر له هذا النجاح الباهر الذي جعله من ابرز الممثلين الأمريكيين والأكثر دخلا. انه ببساطة الدجاجة التي تبيض ذهبا لشركات الإنتاج السينمائية. هذا الممثل الأسود يستطيع أن يدخل على أي مدير شركة إنتاج سينمائي بأي نص سينمائي لينتج له في الحال. وهو-ويل سمث- لا يجد غضاضة في التصريح بتلك القوة التي يمتلكها. بل يستطيع سميث أن يختار الطاقم التمثيلي الذي يرغب بالعمل معه. يحق له كل ذلك لان دخل أفلامه في السنوات الأخيرة تجاوزت المليارات من الريالات. مليارات الريالات!
على المستوى الشخصي، ويل سميث ليس في قائمة الممثلين “التوب تن”، رغم إعجابي بفيلمه الكوميدي (هتش) وفيلمه الدرامي (البحث عن السعادة). أما أفلام سميث الاكشن فلست من هواتها. الشاهد أنني مؤخرا أصبحت انظر إلى السيد سميث بتقدير، ليس لنجاحه السينمائي فقط، ولكن لما ذكره في لقاء صحفي معه نشر في مجلة نيوزويك قبل أكثر من سنة تقريبا تحت عنوان (The Gospel of Will Smith ) “تراتيل ويل سميث” أو يمكن ترجمتها “حقيقة ويل سميث” أو “رسالة رجل الدين ويل سميث”. والسبب في إيراد كل هذه الترجمات لعنوان المقابلة لأنها كلها صالحة بناءا على الحوار ومحتواه، ولو أنني أميل إلى “تراتيل”.
هذا الحوار الصحفي تم بعد فيلم سميث الأخير ( Seven Pounds سبع باوندات) ولأن الفيلم ليس محور المقالة هنا بقدر ما هو الحوار الصحفي، لذا فأن قصة الفيلم باختصار حسب ما يقوله موقع الياهو للأفلام،” بين ثوماس (ويل سميث) موظف في مصلحة الضرائب الأمريكية يعيش سرا يجعله ينطلق في رحلة حياتية غير عادية لتغيير حياة سبعة أشخاص آخرين..” ورحلة بن ثوماس هي رحلة بحث عن الخلاص، ورحلة ويل سميث في الحياة أيضا كما يقول في الحوار..
مقابلة ويل سميث كانت تتمحور حول هذه الدراما الحزينة والمؤلمة التي قام ببطولتها ويل سميث وكيف سيراها جمهور هذا النجم. بالإضافة إلى مساءلة حياة ويل سميث الروحانية والدينية. كانت المقابلة اقرب إلى أن تكون مقابلة مع رجل دين أو عالم روحاني أكثر منها إلى مقابلة مع نجم سينمائي، وهذا ما يجعلني أميل الى ترجمة عنوان المقابلة الصحفية إلى “تراتيل”. تحدث ويل سميث عن الإسلام والمسجد و “الله” بأريحية وعاطفة. كان ويل سميث متعاطفا وقريبا من “الإسلام” لدرجة انه يبدو مغريا لان يكون هدفا للهواة مراسلة المشاهير بدعوتهم للإسلام. ولكن، أكثر دعوة يستحقها هذا المؤمن هي “الله، لا يغير عليك.”
***
هنا ترجمة بتصرف لجزء من الحوار المنشور في مجلة النيوزويك. الحوار أجرته الصحفية أليسون سامويلس.
ورد في اللقاء الكثير من الأسئلة حول دين (Scientology) والتي يقال أن ويل سميث يدين بها. ودين الـ (Scientology ) حسب الكثير من المصادر التي بحثت فيها تقول، هذا الدين عبارة عن ممارسة دينية/ أو شكل من الإيمان/ او فلسفة دينية تطبيقية تقول بان الإنسان مخلوق خالد محبوس كروح في الأرض في جسد إنسان، وهذا الإنسان/الجسد نسي اصل حقيقته، وفكرة الدين مساعدة الانسان على فهم نفسه وقدراته والجوانب الخيرة فيه. و يمكن ترجمة (Scientology) بـ العلمولوجيا ” او ديانة علم المعرفة الروحانية” والمنتسب لها (Scientologist ).
***
المدرسة التي افتتحتها أنت وزوجتك جاد في كالاباسا، كلفورنيا “القرية الأكاديمية الجديدة” حصلت على الكثير من التغطية وتحديدا الإشاعات بان دين الساينتولوجي سيدرس هناك. هل أزعجك هذا؟
كان من المهم بالنسبة لي أن اعمل شيء يساعد الأطفال هناك على فهم أن كل شيء يبدأ من الفصل الدراسي ومن المدرسين. كنت أريد أن أكون جزء من عملية فهم الصغار لأننا نعيش في عصر جديد في أمريكا وأنهم سيكونون جزء منه. إنني اخذ مسألة مواطنتي بشكل جاد جدا، وجزء من هذا هو تقديم الخدمات للآخرين. جدتي علمتني ذلك. وكنت سعيدا لان الرئيس اوباما تحدث عن هذا المفهوم أثناء حملته الانتخابية. احد أسباب ما نعيشه في أمريكا الآن والوضع الحالي هو لان الكثير منا لا يقومون بأدوارهم. نحتاج أن نعود إلى مفهوم “ساعد جارك”، وهذا المفهوم اختفى خلال الثمان سنوات الأخيرة.
هناك أيضا إشاعات تقول بأنك (ساينتولوجيست). زوجتك جاد تحدثت عن ذلك وقالت انك تدرس/تقرأ الأديان. هل أنت (ساينتولوجيست)؟
انني أحب طبيعة البشرية في البحث عن معنى. بالنسبة لي، أنا متأكد من علاقتي بنموذج الكمال الأعلى للبشر، والذي وضح/جسد في حياة السيد المسيح. أنا متأكد من ذلك. لذلك أنا في البيت ولست مرعوب/خائف عندما اجلس في مسجد أو كنيس/معبد اليهود أو في معبد بوذي. نفس الشعور حين أكون جالسا في كنيسة الساينتولوجي. أنا أحب أي مكان يتواجد فيه الناس للبحث عن الحقيقة، واحترم اختياراتهم لأي طريق يسلكون، وأجدني مهتم بتلك الطرق. انني متأكد انه وعندما تكون متأكد مما أنت مؤمن به سيكون لديك الانفتاحية لرؤية طرق الآخرين. أنا لست منزعج عندما يقول احدهم (الله) لأنه يتكلم عن (God) ونحن بالتالي نتكلم عن ذات الشخص.
لقد كنت في الهند مؤخرا وكان فندقي قريب من تاج محل/قرب مسجد. هناك كان ينادى للصلاة خمس مرات، وكان ذلك أجمل شيء. كنت ممددا على سريري في الفندق أفكر.. مهما كانت ديانتك.. انه شيء عظيم أن يكون هناك نداء يذكرك خمس مرات يوميا بخالقك ومخلصك.
إذا أنت لست بساينتولوجيست؟
لا. ولكن عندما يكون الناس خائفون من الدين، يجب عليهم العودة للكتاب المقدس. الخوف من الأديان الأخرى يعني انك لا تزال متشكك في فهمك واعتقاداتك، ولست أنا في هذه المرحلة.
مصدر الصورة: Yahoo Movies
*المدونة غير مسئولة عن محتوى المواقع المدمجة روابطها هنا.
فكرة الفيلم جميلة ومتأتية من مذهب إنسانوي النزعة، ولكن المعالجة الدرامية والفنية بائسة، ويأتي بتصوري كاستثمار لنجاح فيلم (البحث عن السعادة). ومشكلة ويلي سميث في الفيلم أنه كان بالفعل يمثّل، وهذه نقيصة لكل ممثل لا يجيد دراسة الشخصية وتقمصها. شعرت أنه يبالغ في إظهار إنفعالاته، حيث بدا وجهه ممسوحاً طوال الوقت بتأثر مصطنع.
لم يعجبني ويلي في هذا الفيلم، ولا في كل أفلام الإثارة (ليجند) وأخواتها
فيلم (هاتش) هو الأفضل
أما عن كونه هدفاً للدعاة فأتفق معك ليس فقط بالنسبة للمسلمين بل حتى بالنسبة لمن يُعرفون بالنيوسوفيزم، والسبيرتشوالز…إلى آخر موديلات وكلاء الله على الأرض
شكراً للترجمة والإلتفاتة الهامة
وأيامك محبة أيها الجميل مصلح
تدوينة حلوة، و اول ما قرأت من هذه المدونة 🙂
هناك تصحيح بسيط اريد ان اشارك به، دين الساينتولوجي، زرت كنيستهم في يوم من الايام لاجراء بحث جامعي، كلامهم كما قلت في تدوينتك… او ذلك ما يظهر، و لكن بعد ان تدخل معهم… ستعرف انهم يؤمنون بان هناك مخلوقات فضائية هي التي وضعت الانسان على الارض و عندما يموت الانسان فان روحه تذهب اليهم. حصلت لهم مشاكل مع wikipedia بسبب التغيرات الكثيرة بين المرتدين عن تلك الديانة و تغيرهم في الصفحة و غيرهم من المتدينين.
انا متابع ل:ويل سميث منذ التسعينات حينما كان يمثل في مسلسل fresh prince
و الفلم الوحيد الذي لم يعجبني من اعماله هو wild wild west
تدوينة ممتازة و هناك مقطع علي يوتوب عن فلسفة ويل سميث، عبارة عن مقاطع من مقابلات اجريت معه و جُمل جميلة كما في موضوعك.
شكرا لك
يعجبني هذا الإنسان كثيرًا تمثيله في قمة الروعه
من المسلسل الكوميدي بل اير و حتى سفن باوند كانت قصة الفيلم مجنونه
و مغايره لما هو عليه بداية الفيلم
توقعته مسلم فقد سمعت اشاعات عن اسلامه
أتمنى حقًا ان يهديه الله للأسلام فهو يستحق كل خير
شكرًا جزيلًا لك
الاستاذ محمد العباس.. شكرا لاضافتك الجميلة.. بالفعل فيلمه (سبع باوندات) كان سيء جدا لانه متكلف لدرجة بائسة جدا. ورغم الحميمية التي كان يتكلم بها (سميث) عن الفيلم وقصته وانسانيته الا انه لم يستثمر حبه وايمانه بهكذا نص ليشحنها باداء عالي يجعل المشاهد يعيش تلك الحالة (البحث عن الخلاص) كما يصفها سميث بكل ما تعنيه حالة الانسان حين يحاول التكفير عن ماضيه والبحث عن النقاء والخلاص بمساعدة الاخرين. مع ذلك.. ما جعلني اقدر سميث هو تلك الصراحة والاريحية في الحديث عن الجانب الايماني الذي يعتبر الحديث عنه في حياة (النجوم) امر فيه مخاطرة قد لا يكون النجم في حاجة لها.
ايضا تحدث في اللقاء بصدق وبعرفان لمن ساعده في بداية حياته مثل (ايدي مورفي وبيل كوزبي) بالاضافة الى انه يدين بالفضل الكثير الى توم كروز لما قدمه له من مساعدة قائلا” كم شخص في موقع ووضع توم كروز يرغب بمساعدتي لاصبح نجم سينمائي مشهور؟”.
ولا غرابة ان هناك اشاعات ان ويل سميث اسلم 🙂 🙂 وقد قرأت بعض الاخبار الطريفه عن ذلك.. ومع كل هذا .. حقيقة لا يهمني من اي ممثل الا ما يقدمه من افكار وادوار ورسالة بغض النظر عن الدين والعرق والجنس والجنسية.. الله لا يغير على الناس الكويسه.. 🙂
كل الود والتقدير
قصي.. شكرا لاضافتك الجميلة والمفيدة.. انا متأكد ان تجربة زيارة كنيستهم كان تجربة ثرية..
ونعم لقد قرأت ان هناك قضايا ضد كنيسة الساينتولوجي لما قاموا به من (رشوة) كما يقال لبعض المواقع لحذف واضافة بعض المعلومات عن هذا الدين. ويوجد موقع انترنتي لكنيسة الساينتولوجي فيه معلومات وافرة من وجهة نظرهم عن دينهم، بالاضافة الى ان الانترنت تزخر بالكثير من المعلومات والطرائف والغضب ضد هذا الدين..
عموما ويل سميث قال بانه ليس ساينتولوجيست. وقال انه كان بابتيست منذ صغره، الا انه استدرك في اللقاء ليضيف انه عاش في حي مليء باناس من اديان اخرى مما اعطاه تلك المعرفة والتعايش للاديان الاخرى.. ولا نزكيه 🙂
واتفق معك بخصوص فيلمه wild wild west ولا يهون الشايب توم لي جونز
شكرا مرة اخرى على الاضافة والتعليق
شكرا نوفه.. فيلمه سبع باوندات .. له جمهوره بالتأكيد. ولكن ليس جمهور ويل سميث .. والدليل انه دخل الفيلم متواضع جدا مقارنة بافلامه الجماهيرية الاخرى. وويل سميث اعترف انهم احتاجوا الى القيام بجولات تسويقية للفيلم قبل عرضه، اعتبرها فرصة للالقتاء بجماهيره كما يقول..
عموما النتائج تقول ان هكذا تجربة تجارية/شخصية/فنيه في فيلم سبع باوندات لن تشجعه او تشجع شركات الانتاج على المغامرة.. ربما.. سنرى.
تحياتي وشكرا على تعليقك.
أستاذ جميل، أثرتَ في نفسي شغفاً لقراءة كامل المقابلة! وإن لم يكن ويل سميث من التوب تن عندي لكنه من (النظيفين) على أقل تقدير 🙂
تدوينه رائعة جداً ، ويل سميث من افضل الشخصيات الاجنبية بالنسبه لي
كلامه جميل جدا ومريح ، ان شاء الله يهتدي ويسلم
شكرا اخ ابراهيم على تعليقك. بكل اسف لم أجد المقابلة منشورة على الانترنت. ولاسباب الحقوق الملكية لا استطيع نسخها وتحميلها.
وتجدها في عدد مجلة النيوزويك ( ديسمبر 8، 2008) النسخة الامريكية. تحياتي