افخاذ سارة بالين على مجلة نيوزويك
منذ أن ظهرت سارة بالين إعلاميا وهي محل جدل من نواحي كثيرة أهمها “أهليتها لان تكون نائبة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أو أن تكون رئيسة!” أتذكر لقاء مع الممثل الشاب مات دامن حين قال عنها ساخرا من عدم أهليتها لان تكون في البيت الأبيض، “إن اختيارها من قبل الجمهوريين كنائب للمرشح جون ماكين اختيار كوارثي، وقال مجرد تخيلها رئيسة لأمريكا في حال أن جون ماكين “راح فيها” شيء يشبه احد أفلام ديزني السيئة، انه شيء عبثي”. وأضاف بسخرية وألم، “هذه المرأة سيكون لديها شفرة/كود السلاح النووي..هذا أمر مجنون”. وبما إن مات دامن ليس الأكثر أهلية لإصدار التقييمات السياسية، إلا أن هذا الشكل من السخرية التي تعرضت لها بالين من دامن مجرد نقطة من بحر السخريات، ويكفيها سخرية (ديفد ليترمان) الذي “امتحنها” ولا يزال منذ عدة أشهر!
من وجهة نظري الشخصية أن أفضل ما قدمته سارة بالين بحضورها من ألاسكا بالقرب من الحدود الروسية هو أنها أتاحت للممثلة المبدعة (تينا فاي) أن تحصل على جازة الـ (إيمي) لتجسيدها شخصية سارة بالين في برنامج ( Saturday night live). وذلك لأن سارة بالين تملك شخصية فيها من الطرافة والسذاجة والطيبة ما يجعلها “سهلة” للساخرين والمقلدين.
سارة بالين التي استقالت مؤخرا من منصب حاكم ألاسكا وأصدرت كتاب سيرتها الذاتية، قالت في احد حواراتها التلفزيونية: I don’t need a title.. للقيام بأي عمل قيادي سواء على مستوى الولاية أو مستوى الولايات المتحدة. والمفارقة في كلام بالين هو كيف أنها أوردت كلمة title التي تترجم إلى لقب (كـ لقب حاكم ولاية) والى عنوان (كـ عنوان كتاب) في نفس الوقت.
وكما يبدو فهي لم تكن تعني كتابها بقدر ما تعني لقبها كحاكمة ولاية! هذا التصريح هو أحد مفارقات بالين الطريفة العفوية، ففي حين انها تقوم بجوالة تسويقية لكتابها الجديدة تصرح بدون أدراك لأنها ليست بحاجة لذلك الكتاب او العنوان حتى يكون لها تأثير أو دور!!
وهنا أعود لوصف مات دامن لها بـ (Hockey Mom) وهذا مصطلح يعتبر “سبه/شتيمة” في العامية الأمريكية ومرادف للمصطلح الأخر ” Soccer mom” أي وصف الأم التي تأخذ أبناءها للعبة كرة القدم أو الهوكي في سيارة عائلية وتكون عادة متصفة بصفات خشونة أثناء التشجيع وتمثل المرأة ذات الثقافة والتعليم المتواضع. المصطلح له عدة أوجه فقد يستعمل بدون دلالة سيئة ليدل على الأم العادية التي تعيش حياة عائلية وعليها مسؤوليات ربة البيت. وهذه الصفة لعبت عليها سارة بالين لتحصل على دعم اكبر من نساء أمريكا أثناء حملة الانتخابات الأمريكية الأخيرة. والمفارقة في صفات بالين أنها أم وزوجة ولديها أطفال ومن المدافعين عن حق حمل السلاح!! وربما هذه من صفات الهوكي مام الجديدة كما يشرح القاموس الامريكي الحضري هذا المصطلح ساخرا من سارة بالين.
كل هذه يقودني إلى صورة سارة بالين على غلاف مجلة نيوزويك (لعدد 17 نوفمبر 2009). الصورة خلقت جدلا كبيرا من عدة أطراف. وعادة ما تخلق صور غلاف المجلات السياسية الأمريكية جدلا شعبيا ومهنيا. وتحديدا نيوزويك والتايم. على المستوى الشخصي لم تكن صورة بالين على غلاف المجلة حين شاهدتها مثيرا لأي نوع من الجدل. لان سارة بالين “عليها طلعات”، ثم أن هكذا لباس في أمريكا يعتبر أمرا عاديا. لكن بعض المعجبين بسارة –وهنا نتحدث عن الجانب الشعبي من الجدل- أعتبر هكذا صورة أمرا غير لائقا بامرأة يرون فيها الرئيسة الأمريكية القادمة بعد ثلاث سنوات أو هكذا يحلمون! أيضا، بعض الأمهات اعتبرن هكذا صورة تندرج في الصور الجنسية! ولا تليق بسيدة وأم تمثل المرأة المحافظة وريثة الحزب القديم.
وهذه الصورة هي في الأصل مصورة لصالح مجلة رياضية (Runner’s World) ومن ثم حصلت عليها النيوزويك لتنشرها على غلافها. وسارة بالين نفسها التي وقفت أمام المصور ليتلقط لها هذه الصورة مع مجموعة صورة أخرى توضح حياة سارة بالين الرياضية ومدى لياقتها، ودعمها للرياضة والحياة الصحية، قالت إنها مستاءة من اختيار نيوزويك لهذه الصورة وكان يجب على المجلة اختيار صور أخرى غير هذه التي ترتدي فيها “سروالا فخاذيا قصيرا”. وصرحت عن هذه الصورة بقولها، ” أن اختيار هذه الصورة من قبل المجلة سيء وخارج السياق. ونهج المجلة جنسي وهذا المتوقع من الآن” . وقالت أن هذا الاختيار “مهين”!
وفي تصريح تلفزيوني حول اختيار المجلة لهذه الصورة اختارت بالين وصف هذه الاختيار بمصطلح عامي أمريكي وهو (cheesy ) وهذه إحدى مفارقات سارة بالين أيضا، حين تختار مصطلحا كهذا بصفتها سياسية لتصف فعل المجلة!
من الجانب المهني، أعاب بعض الإعلاميين المتخصصين في أخلاقيات الصحافة اختيار مجلة سياسية مثل نيوزويك لصورة بالين غير السياسية! فبينما الموضوع المرافق للصورة في العدد يتحدث عن السياسة.. تحمل صورة بالين “ثيما” رياضيا. وهذه هي المشكلة الأخلاقية التي اقتنعت بها بعدما عرفت أن هكذا صورة التقطت أصلا لمجلة رياضية!
إعلاميون اعتبروا هكذا صورة لسيدة في منتصف العمر تظهر فيها بجسد رشيق وأفخاذ عارية صورة جنسية! ففي الرد الرسمي لمجلة النيوزويك أدرجوا رأي سارة بالين عن اختيارهم وأدرجوا أيضا رأي احد الصحفيين والمعلقين السياسيين الأمريكيين (ديفيد برودي) الذي تناول الموضوع في مدونته، قائلا، ” إن هذا الاختيار جنسي ومتحيز. وفيه إهانة لكل نساء السياسة الأمريكية. وأضاف أن مجلة نيوزويك تصور نساء الحزب الجمهور كمجنونات وبلهاء. بينما نساء الحزب الديمقراطي كأبطال للأجيال القادمة.”
وكلام برودي يتضمن أن هناك حربا حزبية أدواتها الصورة الفوتوغرافية! وهنا القضية التي تهمني على المستوى المهني. وهي قضية أكبر من سارة بالين. ففي تاريخ التصوير قصص كثيرة لهذه الرقيقة جدا والبسيطة والمكبسلة والسهلة “الصورة” في العمل كأكثر أداة سياسية تدميرية او إصلاحية. وهذا موضوع آخر أكتب عنه لاحقا. ومع ذلك فربما هناك قصد لتمرير هكذا رسالة من نيوزويك للقراء!
رئيس تحرير المجلة لم يشعر بأن هناك شيء غير مهني آو غير أخلاقي، فالقضية بالنسبة له مجرد تطبيق معايير اختيار الصور المناسبة وهذا (ما طلع معهم) من اختيار لمرافقة موضوع سارة بالين الرئيسي لذلك العدد. ففي الرد الرسمي للمجلة تم مجاملة سارة بالين بقولهم أن صورتها تشريفا للمجلة لذلك العدد. وقال رئيس التحرير، ” لقد اخترنا أكثر صورة مناسبة للموضوع المرافق، ونطبق نفس المعايير لاختير صور الشخصيات العامة..”
هذه القضية ستثير الكثير من الجدل حول أخلاقيات اختيار الصور المرافقة للمواضيع الصحفية بالإضافة إلى الجدل القانوني حول استعمال الصور. فسارة بالين كما يبدو وكما صرحت أنها لم تكن تعلم أن هكذا صور ستستعمل بهذا الشكل وإلا –كما قالت- لم تكن لتسمح للمجلة الرياضية بتصويرها!! وهنا القضية المضحكة والمحزنة مع سارة بالين و احد (فلتاتها) الطريفة، فكيف بامرأة ربما تكون نائبة رئيس أمريكا أو الرئيس لم تدرك ولم تنتبه لكل تفاصيل (المودل ريليز) الذي وقعته مع المصور آو المجلة حول آلية استعمال الصور. ففي أمريكا ومن تجاربي الخاصة أكثر ما يقلقني ويقلق كثير من المصورين هو كيف احصل على توقيع (المودل) وماذا يتضمن العقد الموقع حول استعمال الصور. ولكن هل يفترض بـ سيدة مثل سارة بالين أن تقول أنها لم تكن تعلم كيف ستستعمل صورها وهي كما يقول مات دامن يمكن أن تمتلك الشفرة/الكود للسلاح النووي.
من جانب أخر لا تزال هذه السيدة المثيرة للجدل تحقق نجاحا على مستوى مبيعات كتابها السيرة الذاتية، ( going rogue ). واحد المعضلات الشخصية التي واجهتها هي كيف يترجم هكذا عنوان. فقناة البي بي سي كمثال ترجمته ” “الخروج عن الصف”. بينما ترجمته وكالة رويترز ” “التغريد خارج السرب”. وعلى ما يبدو أن هذه السيدة ذكية في التسويق. ولا أريد أن أقول إنها تذكرني بأشهر المطربين الشعبيين المصرين حيث يستغل كل تلك المظاهر والمفارقات في شخصيته لتسويق نفسه حتى اصبح الاكثر نجاحا وشعبية (ربما). وسارة بالين من وجهة نظري الشخصية تبدو برئيه وطيبة وتحاول أن تقوم بكل ما في وسعها لتبدو صالحة لان تكون رئيسة وقدوة لكل امرأة أمريكية، ولكن تخونها أحيانا البداهة والنباهة التي يفترض ان يتحلى بها السياسيين. وهنا اذكر ايضا قول الممثل مات دامن كيف ستواجه هذه السيدة الرئيس الروسي فلادمير بوتن لو أصبحت رئيسة!
كتاب بالين تناقلت بعض التقارير الإخبارية مؤخرا انه أصبح أفضل هدية كريسماس يحاول أن يشتريها بعض الأمريكيين. وفي ما يبدو إنهم المحافظين المتأملين خيرا في مستقبلها ومستقبل الحزب القديم المنهك. وفي تقرير عن الجولة التسويقية للكتاب، ذكر أن بعض المشترين انتظروا لمدة 24 ساعة، وفي درجات حرارة تصل إلى الصفر واقل، أمام المكتبات للحصول على توقيع سارة بالين على كتابها! وهنا الشعبية والنجاح بكل معانيها رغم كل تلك السخريات والتصريحات الطريفة والمتناقضة والصورة الجنسية أياها!!
أخيرا، لم يثر العنوان المصاحب لصورة بالين على غلاف المجلة أي جدل يذكر مقارنة بما أثارته الصورة الجنسية! حيث كان العنوان، ” كيف تحل مشكلة مثل سارة؟ إنها الخبر السيئ للحزب الجمهوري.. ولكل شخص أخر أيضا.” ورغم هكذا نقد لاذع وسخرية مباشرة إلا أن صدمة الصورة لم تترك مجالا لفتح جدل حول هكذا عنوان! إنها قوة الصورة الفوتوغرافية ليس إلا.
لا أرى أن صورتها مثيرة او تجاوزت الحدود لديهم طبعًا
و لكن لكونها دائمًا محتشمه و لا تلبس العاري لهذا لم يعجبهم ما فعلته
عني تغيظني دائمًا لا أعلم من الغبي الذي جعلها تدخل للسياسه حقيقة
يفترض بالسياسية ان تكون ذكيه و لماحه اما هي أرى أن الغباء يتجاوز الحدود
لأناس عاديين لا تعتبر غبيه و لكن لكونها سياسيه تعتبر غبيه لكونها تقترف الأخطاء
شكرًا جزيلًا لك
سارة بالين قضية جدلية في السياسة والميديا الامريكية. وقبل كم يوم وقعت عقد مع قناة فوكس نيوز لتقديم بعض البرامج التي لم يعلن عنها بالاضافة الى انها ستحل ضيفة للتعليق على بعض القضايا في برامج القناة. سنتابع المزيد من سارة بالين.
تحياتي وشكرا على تعليقك.
لن يفلح قوم ولوا امرهم لأمرأه
او هكذا جاء في الحديث
ساره لم تحصل على شهرتها الا لما اختيرت لمنصب نائبة الرئيس
ولا اعرف على اي اساس اختيرت
على الاقل اذا كانو سيختاون امراة اختارو هيلاري كلينتون
عموما شكرا على المدونه
نننتظر جديدك مصلح
سيا