صمود
في القرى.. حيث يتعلق الناس بالأرض أكثر ويحبونها ويدركون قيمتها وقيمة كل تفاصيلها من أشجار وحجارة وأمكنة.. يطلقون على كل شيء اسم. كل شجرة تعرف بـ أسم. كل صخرة كبيرة لها اسمها. كل بئر ووادي ومزرعة. الأشياء لها مكانتها وحضورها في الحياة اليومية للقرويين. والأشياء في القرى تعيش مع الناس ومثلهم. تكبر الأشجار وتشيخ. وهذه الشجرة التي عشت بعضا من طفولتي حولها وتحتها حين كانت شابة وكنت طفلا، كانت تقف على قمة الجبل الذي تختفي الشمس خلفه كل يوم وأول مكان تلامسه أشعتها في صباح اليوم التالي في قريتنا الجنوبية. زرتها في الحادي عشر من ذو الحجة 1423هـ وهي تعيش أخر أيامها صامدة تناجي الغيوم وتراقب المكان والأشياء تشيخ وتتغير.
كنت محظوظا أن التقطت هذه الصورة لها، بفيلم سلايد من فوجي (بروفيا 100). عدت إلى الدمام بعد أسبوع، وبعد تحميض الأفلام تأملت الشجرة الصامدة وكيف تشكلت بقايا أغصانها كـ يد ترتفع إلى الله. لا أذكر لهذه الشجرة أسما..ولكن إن لم يكن..فلها حياة عاشتها على قمة جبل تراقب القرى وأهلها، وكانت أقرب إلى السماء منهم.
بعد عام تقريبا من تاريخ التقاط تلك الصورة، زرت المكان ووجدت تلك الشجرة تستريح على الأرض. تحاول العودة إلى التراب كبذرة صغيرة والغيوم تمر بها كما تمر الأيام في القرى والأشياء تشيخ وتتغير..
الصورة جميلة … لكن النّص أجمل!
أذكر هذه الصورة جيداً. على بساطتها فإنها جميلة جداً ومعبرة. سقى الله أيام البروفيا.
مصلح يجب أن تنشر صورك الأميركية هنا أكثر.
نصك رائع بروعة تصويرك . اردت ان اشكرك ايضا على مدونتك الجميلة 🙂