صور المجرمين

تنشر كثير من وسائل الإعلام الغربية كل لحظة صور المجرمين المطلوبين للعدالة والمجرمين الذين تم إلقاء القبض عليهم. وهم إما مجرمون هاربون من العدالة وتطلب الشرطة من الناس مساعدتها في الإبلاغ عنهم، أو أنهم مجرمون مدانون وتنشر صورهم من باب “حق الناس في أن يعرفوا.” محليا لا نجد إلا نوعين من أشكال الإبلاغ عن المجرمين. النوع الأول صورة واسم الإرهابي، والثاني اسم من تم تنفيذ حكم قصاص به.

كمواطن أفترض أن من حقي أن أعرف صورة المجرم الهارب الذي يستحق أن أبلغ عنه! أن أقوم بدوري كرجل أمن أيضا. من حقي أن أعرف أن جاري أو ابنه أو الرجل الذي يصلي بجانبي في المسجد أو من يتسوق من نفس “البقالة” مجرم يستحق أن يكون في السجن. أدرك أن نشر صور المجرمين سيقضي على الكثير من المساحة والوقت المخصصين للأخبار السعيدة، ولكن من حق الناس أن يعرفوا.

أدرك أننا في مجتمع تتكون فيه العائلة من عشرات الأفراد والعائلات تشكل قبائل وسمعة أي شخص تسيء للأب ثم العائلة ثم القبيلة.

ولكن: لماذا تكون الحكومة أرحم بالمجرم من نفسه! لماذا تخاف وتحرص الحكومة على سمعة المجرم أكثر منه؟ وما أعنيه بالمجرمين هنا هم مجرم هارب ارتكب جريمة مثبتة عليه بصور كاميرات مراقبة أو بتأكيدات من سجلات الشرطة. المجرمون مغتصبو الأطفال. المحتالون أصحاب المساهمات الكاذبة واللصوص لمن تتجاوز سرقاتهم مبلغاً معيناً أو قاموا بالسرقة لعدد مرات. الراشون والمرتشون.

لا أطالب بنشر الصور لمجرد التشهير، أو لتكون عقوبة نفسية إضافية للمجرم. ولا أريد أن ينشر اسم العائلة أو القبيلة تحت صورة المجرم. سأقبل كمواطن أن أعرف المجرم بصورته وباسمه الأول وما تيسر من حروف الهجاء كرموز لاسم الأب والعائلة. أريد أن تكون صورته مفصلاً في تاريخه وتاريخ المجتمع. ولا يهمني كمواطن أن يرى القاضي أو مدير السجن أن المجرم السجين (مغتصب الأطفال كمثال) يمكن أن يتوب في السجن ويحفظ كم جزء من القرآن ثم يطلق سراحه مجهول التاريخ، مرفوع الرأس “يسرح ويمرح” بيننا! لا يهمني أن يتوب مجرم في السجن، فهذا شأنه مع الله سبحانه. ولا تهمني مشاعر مجرم يسرق ملايين الناس ثم يخرج في غرة رمضان بعد كم شهر سجن، حين يجد فيه رجل آخر فرصة للتقرب إلى الله بسداد ديونه! أنا أريد صورة للمجرم. صورة فقط.

جريدة الوطن